العلامة السادسة من العلامات الصغرى
{ سوء المجاورة }
حق الجار على جاره مؤكد بالآيات والأحاديث وما زال جبريل يوصي محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجار حتى ظن أنه سيشركه في المواريث ولا يسيء الجوار ويؤذي الجار إلا لئيم وخبيث بكل فساد في الأرض يعيث وفيه يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل يا رسول الله لقد خاب وخسر من هو ؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه قالوا : وما بوائقه ؟ قال شره "
ومن سوء الجوار أنك ترى جار السوء تراك عينه وترقبك ويرعاك قلبه ويتبعك إن رأى خيراً دفنه وإن رأى شرّاً أذاعه ونشره يؤذيك ويذمك ويغتابك .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ الإقامة فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ " رواه النسائي وقال الألباني حسن صحيح
بقول الله فى كتابة العزيز
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦) ســـورة النساء
وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره " .
حرام عليك أيها المسلم أن تنظر في بيت جارك وهو غافل أو تخونه في أهله ومن نظر في بيت جاره بغير إذنه ملأ الله عينه من نار جهنم وحرام عليك أن تسمع ما يقول في بيته فتكون جاسوساً لا يأمنك على قوله وفعله وإذا عجزت عن بر جارك أو الإحسان إليه والاعتراف بفضله فكف أذاك عنه ولا تضره ودعه يستريح في منزله وإذا دعاك فأجبه وإن استشارك فأشر عليه وإذا كان مظلوماً فانصره أو ظالماً فاقبض على يديه وإن أحسن فاشكره وإن أساء فاعف عنه وإن ارتكب الفساد فلا تقره عليه فرب جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول : يا رب إن هذا قد أغلق بابه دوني ومنعني معروفه ورآني على الشر فلم ينهني عنه وقال رجل يا رسول الله : إن فلانة نذكر من كثرة صلاتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها قال : " لا خير فيها هي في النار " قال : يا رسول الله فإن فلانة نذكر من قلة صلاتها وصيامها وإنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال : " هي في الجنة " .
وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أربع من السعادة : المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء وأربع من الشقاوة : الجار السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق " والله تعالى يحب جاراً صبر على أذية جاره حتى يكفيه الله إياه بتحول أو موت .