الباب الثانى والعشرون
تفسير الأحلام لأبن سيرين
فى تأويل أختلاف الإنسان
وأعضائة واحدأ واحدأ
على الترتيب
وأما العورة :
فظهورها هتك الستر وشماتة الأعداء وهي ما بين السرة والركبة.
فمن رأى أنّه أبداها أو كشفت عنها ثيابه أو بعضها فإنّه يظهر منه بقدر ما بدا منها.
وإذا كان عليه من
الثياب شيء قليل قدر ما يسترها خاصة فإنّه قد تجرد في أمر أمعن فيه.
فإن كان ذلك الأمر يدل على دين فهو يبلغ في الدين والصلاح مبلغاً يتجرد فيه.
وإن كان ذلك في معصية فإنّه يبلغ في معصيته مبلغاً يمعن فيها.
فمن لم يعرف في منامه تجرده في دين ولا معصية وكان الموضع الذي تجرد فيه مثل السوق أو وسط الملأ والعورة بارزة يراها بعينه كأنّه مستحي منها وعليه بعض ثيابه ولم ير مع ذلك شيئاً يدل على أعمال البر فإنّه يهتك ستره ولا خير فيه.
وإن كان تجرده على ما وصفت ولم ير العورة بارزة ولم يصر على الاستحياء منها ولم يكن عليه من ثيابه شيء فإنّه يسلم من أمر هوِ به مكروب إن كان مريضاً شفاه الله وإن كان مديوناً قضى دينه وإن كان خائفاً أمن وإن لم يكن عليه من الثياب شيء فهو يسقط من رجاء من كان يرجوه أو يعزل من سلطان هو فيه أو ينتقض عليه أمر هو مستمسك به.
وكل ذلك إذا كانت عورته بارزة ظاهرة وهو كالمستحي منها.
فإن لم تكن العورة ظاهرة ولا هو مستحي منها فإنّ تحويل حالته التي وصفت يدل على حال السلامة ولا يشمت به عدو إن شاء الله.
والتجرد :
مع الاشتغال بعمل دليل على تجلده فيه وظفره بمراده.
فمن رأى كأنّه عريان متجرد من ثوبه فإن له أعداء في الموضع الذي رأى فيه وهو يغلبهم.
فإن لم تكن عورته مكشوفة فإنّه لا يغلبهم.
فإن غطى عورته بشيء أو بيده فإنّه ينقاد لهم ويهرب منهم.
فإن رأى على وسطه مئزراً فقط فإنّه يجتهد في العبادة.
وإن رأى نفسه متجرداً في طلب شيء نال ذلك الشيء بقدر تجرده وأما العري إذا لم يكن معه اشتغال بعمل فهو محنة وترك طاعة وهتك ستر.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ رجلاً قائماً وسط المسجد يعني مسجد البصرة متجرداً بيده سيف يضرب به صخرة فيفلقها فقال له ابن سيرين: ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري.
فقال الرجل: هو و الله هو.
فقال ابن سيرين: قد علمت أنّه الذي تجرد في الدين يعني لموضع المسجد وإنّ سيفه الذي كان يضرب به لسانه الذي يفلق بكلامه الحجر بالحق في الدين.
وأما الذكر :
فإنّه ذكر الرجل في الناس وشرفه أو ولده.
والزيادة والنقصان فيه في ذلك.
وقيل أنّه إذا رآه طال فوق المقدار نال هماً.
فإن رأى له ذكرين أصاب ولداً مع ولده وذكراً في الناس مع ذكره وشرفه فإن كان قلعه بيده أو قلع بعضه ثم أعاده إلى مكانه مات له ابن
واستفاد بدله وذهب ماله ثم رجع إليه.
وانقطاعه حتى يبين منه دليل على موته أو موت ولده لأنّ ذكره ينقطع بموته.
وقيامه قوة الجد وحركته نشاطه وسعة دنياه.
وربما كان انقطاع ذكره وانقطاع اسمه وذكره من ذلك البلد أو المحلة.
وذلك مع انقطاع ما يدل على السلامة والخير ولا يكون معه ما يدل على موت.
والذكر إذا نقص أو زاد أو عظم أو صغر بعد أن يكون له طرف واحد فإنّ عامة تأويله في الولد والنسل.
وإذا تشعب فكانت له شعب كثيرة أو قليلة فإن عامة تأويله في شرفه وذكره في الناس بقدر ذلك لأنّ شعبه انتشار ذكره.
وضعف الذكر دليل على مرض الولد أو إشرافه على سموط جاهه.
فإن رأى كأنّه يمص ذكر إنسان أو حيوان عاش الماص بذكر صاحب الذكر واسمه فإن رأى أنّه خنثى حسن دينه.
ومن رأى كأن عورته ظاهرة ولم ينظر إليها ولا يستحي منها ولم يلتفت إليها أحد فإنّه يسلم من أمر هو فيه مكروب من مرض أو هم أو خوف أو دين.
والإمناء دليل على نيل المنى من دينار إلى مائة ألف على قدر الرجل في الناس فإن رأى كأنّه قد عقد على ذكره اشتد عليه عيشه وتعسر عليه أمره وسخر بولده.
ومن رأى كأنّ ذكره دخل جوفه دل ذلك على أنّه يكتم شهادة.
ومن رأى كأنّه يقبل إحليله فإن لم يكن له ولد فإنّه يولد له ولد فإن كان له أولاد هم مسافرون فإنّهم يرجعون إليه ويقبلهم.
ورأت امرأة كأنّ الشعر على إحليل ابنها فقصتها على معبر فقال لها: قد فني عمره.
فما لبث إلا قليلاً حتى مات.
ورأى آخر كأنّ على إحليله شعراً كثيراً إلى طرفه فقص رؤياه على معبر فقال: يدل على فجورك.
وانهماكك في الفساد.
ورأي آخر كأنّه أطعم إحليله طعاماً فعرض له أنّه مات ميتة سوء لأنّ الطعام ينبغي أن يقدا إلى الفم كأنه لم يكن له وجه ولا فم.
وفرج المرأة:
فَرجٌ فإن رأت كأنّ الماء دخل فرجها رزقت ابناً.
ورؤية فرجع من حديد أو صفر يدل على الأياس من نيل المراد.
ومن رأى أنّه يعالج فرج امرأة بدون الذكر فإنّه ينال فرجاً من قبلها فيه نقص وضعف.
ومن رأى أنّه عض فرج امرأة مجهولة فإنّه يأتيه فرج في أمر دنياه.
فإن رأى فرج جارية يأتيه خير وفرج.
فإن رأى أنّه مس فرج امرأته وكان مصمتاً من صفر فإنه يطلب منها فرجاً وييأس منها.
فإن رأى فرجها من خلفها فإنّه يرجو خيراً ومودة تصير إلى عدوه.
فإن كان الفرج صغيراً غلب عدوه وإن كان كبيرِاً غلبه عدوه.
ومن رأى أنّ ذكره
استحال فرجاً عجز بعد القوة.
إن رأى لامرأته ذكراً كذكر الرجل فإن كان لها ولد أو في بطنها فإنّه يبلغ ويسود أهل جته.
وإن لم يكن لها ولد ولا في بطنها ولد فإنّه لا تلد ولداً أبداً.
وإن ولدت مات الولد قبل بلوغه.
وربما انصرف التأويل في ذلك عنها إلى قيمها أو مالكها.
فيكون له ذكر في الناس وشرف بقدر الذكر.
فإن رأى للرجل سوأة كسوأة المرأة فإنّه يصيبه ذل وخضوع.
فإن رأى أنه ينكح في ذلك الفرج فإنّ الفاعل به يظفر بحاجته منه أو من سميه إن لم يكن لذلك موضعاً.
وقيل أنّ استحالة فرج المرأة ذكراً دليل علىِ بذاءة لسانها وتسلطها على زوجها بالكلام.
ومن رأى أنّه يمتص فرج امرأة نال فرجاً ضعيفاً قليلاً.
ومن نظر إلى فرج امرأة أو غيرها نظر شهوة أو مسه فإنه يتجر تجارة مكروهة.
والخصيتان :
عري الأعداء التي يصلون بها إليه فإن رأى خصيتيه قطعتا من غير أن ينتنا أو ينالهما مكروه فإنّ أعداءه يظفرون بقدر ما نيل من خصيتيه ولو رأى أنّ خصيتيه عظمتا أو لهما قوة فوق قدرهما فإنه يكون منيعاً لا يصل إليه أعداؤه بسوء.
وربما كان انقطاعهما انقطاع الإناث من الولد إذا كان في الرؤيا ما يدل على الخير.
لأنّ الخصيتين هما الأنثيين والبيضة اليسرى يكون الولد منها فإن رأى أنّها انتزعت منه مات ولده ولم يولد له من بعده.
فإن رأى أنّه وهبها لغيره بطيبة نفس منه وبانت منه فإنّه يولد له ولد لغير رشد وينسب الولد إلى غيره.
فإن رأى أنّ خصيتيه في يد رجل معروف فإنّ ذلك الرجل يظفر به.
فإن كان الرجل شاباً فهو عدوه ومن رأى أنّه آدر فإنّه يصيب مالاً لا يؤمن عليه أعداؤه.
ورأى رجل كأنّ له عشرة ذكور وليست له خصية فقص رؤياه على معبر فقال له: يولد لك عشر بنين ولا يولد لك وأما العانة: فنقصانها صالح في السنة وزيادتها مال وسلطان يناله من جهة رجل أعجمي.
فإن رأى كأنّه نظر إلى عانته فلم ير عليها شعراً كأنّه لم ينبت قط دل على حجر عليه في المال أوخسران يقع له.
فإن كان عليه شعركثير حتى تسحبه في الأرض فإنّه ينال مالاً كثيراً مع فساد دين وتضييع سنين ومروءة.
والعجز :
هو مال امرأة فإن كان كبيراً لامرأته مالاً كثيراً.
وإن رأى عجز نفسه كبيراً فإنّه يسود بمال امرأته ويصيب من ذلك خيراً.
ومن رأى رجلاً كشف له عن نفسه ورأى عجزه فإنّه يطعمه دسماً ومنفعة ثم يشرف علىِ أدبار فيها.
فإن رأى دبره فإنّه يناله منه أدبار إن كان شاباً .
.
وإن كان شيخاً معروفاً فإنه يوقعه هو بعينه في أدبار وإن كان مجهولاً فإنّه ينال ادباراً من حيث لا يشعر.
فإن كشف عنه رجل حتى أظهر عجزه فإنه يفضحه في أهله.
فإن رأى امرأةً كشف عن عجزها حتى رأى دبرها فإنّ الأمر الذي ينسب إلى ذلك يشرف على الأدبار ويلحقه دين من تجارة أو ولاية.
ومن نكح امرأة في دبرها فإنّه يطلب أمراً من غير وجهه ولا ينتفع به لأنّ النكاح في الدبر ليس له ثمر.
ومن رأى أنّه يسحب على عجزه أو دبره فإنّه يضطر.
وأما الفخذ :
فعشيرة الرجل فإن رأى أنّ فخذه قطعت وبانت فإنّه يتغرب عن قومه وعشيرته حتى يكون موته في الغربة لأنّ الفخذ إذا قطعت وبانت لا ينجبر صاحبها ولا يلتئم فلذلك لا يرجع إلى قومه أبداً.
فمن رأى كأنّ فخذيه نحاساً فإنّ عشيرته تكون جريئة على المعاصي.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت وأمرت رجلاً فقص ذلك الشعر.
فقال: أنت رجل عليك دين يؤدّيه عنك رجل من قرابتك.
والعصب :
سيد قومه والمؤلف بين القرابات.
والعروق أهل بيته مما ينسب إلى ذلك العضو وجمالها جمالهم وفسادها فسادهم فإن رأى أنّه فصد عرقاً بالعرض فهو موت قريب من أقربائه بمنزلة ذاك العرق.
وربما كان هو نفسه المنقطع عن اقربائه بموت إذا كانت الرؤيا في تأويلها ما يدلي على مكروه أو معصيه.
وإن كان ذلك في مكروه التأويل فهو فراق ما بينه وبينهم.
وربما كان فراق بغير موت.
والركبة :
كد الرجل ونصبه في معاشه ومطلبه فإن رأى بها حدثاً فإنّه تنسب إليه الركبة.
وقوة جلدها قوة معيشته وانسلاخ جلدها زيادة كد وتعب.
وغلظ جلدها أو ظهورها الورم فيها إصابة مال من تعب.
وقيل أنّ المريض إذا رأى في ركبته الماء أو علة دل على موته.
وقيل أنّ الركبتين ينبغي أن يجعل تأويلهما على قوة البدن وحركته وجودة عمله.
ولهذا السبب متى كانتا صحيحتين قويتين فإن ذلك دليل على سفر أو حركة أخرى وعلى أعمال يعملها صاحب الرؤيا على صحة البدن.
وإن رأى فيهما علة أو ألماً فإنّ ذلك يدل على ثقل الركبتين في الأعمال.
والرجل :
قوام الرجل وماله ومعيشته التي عليها اعتماده وربما كانت الساق عمر صاحبها.
فإن رأى أنّ ساقه من حديد طال عمره وبقي ماله.
وإن رأى أنّ ساقه من قوارير لم يلبث أن يموت ويذهب ماله وقوامه لأنّ القوارير لا بقاء لها.
فإن رأى.
رجله قطعت ذهب نصف ماله.
فإن قطعتا جميعاً ذهب ماله وقواه أو مات كل ما بانت منه.
وقيل الرجلان الأبوان والمشي حافياً يدل على التعب والمشقة وقيلِ من رأى له أرجلاً كثيرة فإن كان مسافراً سهل عليه سفره ونال خيراً.
وإن كان فقيراً نال ثروة وإن كان غنياً مرض.
ورؤية الرجلين مخضوبتين منقوشتين للرجل موت الأهل والمرأة موت بعلها.
ومن رأى كأنّه رفع ساقاً ومد ساقاً فالتفت إحدى ساقيه بالأخرى فإنّه قرب أجله ويلقاه أمر صعب.
ويدل على أنّ صاحب الرؤيا كذاب.
ورؤية الرجل ساق امرأة دليل على التزوج.
وكشف المرأة عن ساقها حسن دينها وإصابتها أمراً خيراً مما كانت فيه.
والكعب :
ولد مقامر وقيل انكسار الكعب موت أو غم.
وانكسار عقب سعي في أمر يورث والقدم: زينة الرجل وماله وأصابعها جواريه وغلمانه فإن رأى بعض أصابعه صعد إلى السماء مات بعض غلمانه أو جواريه.
والشعر على القدمين :
دين غالب.
ومن رأى كأنّ رجليه صعدتا إلى السماء وبانا منه مات ولداه.
فإن رأى أنّه يزني برجله فإنه يمشي خلف النساء حراماً.
ومن رأى له أرجلاً كثيرة فقيل أنّه للغني مرض لأنّه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم.
ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة فلا يمشون منفردين.
ورأى رجل كأنّ إحدى رجليه صارت حجراً فجفت تلك الرجل بعينها.
ورأى رجل كأنه يركل الملك برجله فأصاب وهو يمشي ديناراً وعليه صورة الملك.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على ساقي رجل شعراً كثيراً فقال: يركبه دين ويموت في السجن.
فقال لك رأيتها.
فاسترجع ابن سيرين ثم إنّه مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم فقضاها عنه بعد موته ورأى رجل كأنه معوق الساق فعبرها له معبر فقال: إنك تصير زانياً.
فأخذ بعد ذلك مع امرأة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ اصبع رجلي على جمر فإذا وضعته عليه طفىء وإذا رفعتها عنه عاد كما كان فقال: هذا صاحب هوى فقال: ليس هو صاحب هوى ولكنه يتكلم في القدر.
فقال: وأي شيء هو أشد من القدر.
ورأت امرأة كأنّ إبهام رجلها قطعت فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: تصلين قوماً قطعتيهم.
وأصابع القدمين :
زينة مال صاحبها وأعمال البر وعظام ماله الذي به اعتماده ومعيشته.
والله أعلى وأعلم ،،،
تفسير الأحلام لأبن سيرين
فى تأويل أختلاف الإنسان
وأعضائة واحدأ واحدأ
على الترتيب
وأما العورة :
فظهورها هتك الستر وشماتة الأعداء وهي ما بين السرة والركبة.
فمن رأى أنّه أبداها أو كشفت عنها ثيابه أو بعضها فإنّه يظهر منه بقدر ما بدا منها.
وإذا كان عليه من
الثياب شيء قليل قدر ما يسترها خاصة فإنّه قد تجرد في أمر أمعن فيه.
فإن كان ذلك الأمر يدل على دين فهو يبلغ في الدين والصلاح مبلغاً يتجرد فيه.
وإن كان ذلك في معصية فإنّه يبلغ في معصيته مبلغاً يمعن فيها.
فمن لم يعرف في منامه تجرده في دين ولا معصية وكان الموضع الذي تجرد فيه مثل السوق أو وسط الملأ والعورة بارزة يراها بعينه كأنّه مستحي منها وعليه بعض ثيابه ولم ير مع ذلك شيئاً يدل على أعمال البر فإنّه يهتك ستره ولا خير فيه.
وإن كان تجرده على ما وصفت ولم ير العورة بارزة ولم يصر على الاستحياء منها ولم يكن عليه من ثيابه شيء فإنّه يسلم من أمر هوِ به مكروب إن كان مريضاً شفاه الله وإن كان مديوناً قضى دينه وإن كان خائفاً أمن وإن لم يكن عليه من الثياب شيء فهو يسقط من رجاء من كان يرجوه أو يعزل من سلطان هو فيه أو ينتقض عليه أمر هو مستمسك به.
وكل ذلك إذا كانت عورته بارزة ظاهرة وهو كالمستحي منها.
فإن لم تكن العورة ظاهرة ولا هو مستحي منها فإنّ تحويل حالته التي وصفت يدل على حال السلامة ولا يشمت به عدو إن شاء الله.
والتجرد :
مع الاشتغال بعمل دليل على تجلده فيه وظفره بمراده.
فمن رأى كأنّه عريان متجرد من ثوبه فإن له أعداء في الموضع الذي رأى فيه وهو يغلبهم.
فإن لم تكن عورته مكشوفة فإنّه لا يغلبهم.
فإن غطى عورته بشيء أو بيده فإنّه ينقاد لهم ويهرب منهم.
فإن رأى على وسطه مئزراً فقط فإنّه يجتهد في العبادة.
وإن رأى نفسه متجرداً في طلب شيء نال ذلك الشيء بقدر تجرده وأما العري إذا لم يكن معه اشتغال بعمل فهو محنة وترك طاعة وهتك ستر.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ رجلاً قائماً وسط المسجد يعني مسجد البصرة متجرداً بيده سيف يضرب به صخرة فيفلقها فقال له ابن سيرين: ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري.
فقال الرجل: هو و الله هو.
فقال ابن سيرين: قد علمت أنّه الذي تجرد في الدين يعني لموضع المسجد وإنّ سيفه الذي كان يضرب به لسانه الذي يفلق بكلامه الحجر بالحق في الدين.
وأما الذكر :
فإنّه ذكر الرجل في الناس وشرفه أو ولده.
والزيادة والنقصان فيه في ذلك.
وقيل أنّه إذا رآه طال فوق المقدار نال هماً.
فإن رأى له ذكرين أصاب ولداً مع ولده وذكراً في الناس مع ذكره وشرفه فإن كان قلعه بيده أو قلع بعضه ثم أعاده إلى مكانه مات له ابن
واستفاد بدله وذهب ماله ثم رجع إليه.
وانقطاعه حتى يبين منه دليل على موته أو موت ولده لأنّ ذكره ينقطع بموته.
وقيامه قوة الجد وحركته نشاطه وسعة دنياه.
وربما كان انقطاع ذكره وانقطاع اسمه وذكره من ذلك البلد أو المحلة.
وذلك مع انقطاع ما يدل على السلامة والخير ولا يكون معه ما يدل على موت.
والذكر إذا نقص أو زاد أو عظم أو صغر بعد أن يكون له طرف واحد فإنّ عامة تأويله في الولد والنسل.
وإذا تشعب فكانت له شعب كثيرة أو قليلة فإن عامة تأويله في شرفه وذكره في الناس بقدر ذلك لأنّ شعبه انتشار ذكره.
وضعف الذكر دليل على مرض الولد أو إشرافه على سموط جاهه.
فإن رأى كأنّه يمص ذكر إنسان أو حيوان عاش الماص بذكر صاحب الذكر واسمه فإن رأى أنّه خنثى حسن دينه.
ومن رأى كأن عورته ظاهرة ولم ينظر إليها ولا يستحي منها ولم يلتفت إليها أحد فإنّه يسلم من أمر هو فيه مكروب من مرض أو هم أو خوف أو دين.
والإمناء دليل على نيل المنى من دينار إلى مائة ألف على قدر الرجل في الناس فإن رأى كأنّه قد عقد على ذكره اشتد عليه عيشه وتعسر عليه أمره وسخر بولده.
ومن رأى كأنّ ذكره دخل جوفه دل ذلك على أنّه يكتم شهادة.
ومن رأى كأنّه يقبل إحليله فإن لم يكن له ولد فإنّه يولد له ولد فإن كان له أولاد هم مسافرون فإنّهم يرجعون إليه ويقبلهم.
ورأت امرأة كأنّ الشعر على إحليل ابنها فقصتها على معبر فقال لها: قد فني عمره.
فما لبث إلا قليلاً حتى مات.
ورأى آخر كأنّ على إحليله شعراً كثيراً إلى طرفه فقص رؤياه على معبر فقال: يدل على فجورك.
وانهماكك في الفساد.
ورأي آخر كأنّه أطعم إحليله طعاماً فعرض له أنّه مات ميتة سوء لأنّ الطعام ينبغي أن يقدا إلى الفم كأنه لم يكن له وجه ولا فم.
وفرج المرأة:
فَرجٌ فإن رأت كأنّ الماء دخل فرجها رزقت ابناً.
ورؤية فرجع من حديد أو صفر يدل على الأياس من نيل المراد.
ومن رأى أنّه يعالج فرج امرأة بدون الذكر فإنّه ينال فرجاً من قبلها فيه نقص وضعف.
ومن رأى أنّه عض فرج امرأة مجهولة فإنّه يأتيه فرج في أمر دنياه.
فإن رأى فرج جارية يأتيه خير وفرج.
فإن رأى أنّه مس فرج امرأته وكان مصمتاً من صفر فإنه يطلب منها فرجاً وييأس منها.
فإن رأى فرجها من خلفها فإنّه يرجو خيراً ومودة تصير إلى عدوه.
فإن كان الفرج صغيراً غلب عدوه وإن كان كبيرِاً غلبه عدوه.
ومن رأى أنّ ذكره
استحال فرجاً عجز بعد القوة.
إن رأى لامرأته ذكراً كذكر الرجل فإن كان لها ولد أو في بطنها فإنّه يبلغ ويسود أهل جته.
وإن لم يكن لها ولد ولا في بطنها ولد فإنّه لا تلد ولداً أبداً.
وإن ولدت مات الولد قبل بلوغه.
وربما انصرف التأويل في ذلك عنها إلى قيمها أو مالكها.
فيكون له ذكر في الناس وشرف بقدر الذكر.
فإن رأى للرجل سوأة كسوأة المرأة فإنّه يصيبه ذل وخضوع.
فإن رأى أنه ينكح في ذلك الفرج فإنّ الفاعل به يظفر بحاجته منه أو من سميه إن لم يكن لذلك موضعاً.
وقيل أنّ استحالة فرج المرأة ذكراً دليل علىِ بذاءة لسانها وتسلطها على زوجها بالكلام.
ومن رأى أنّه يمتص فرج امرأة نال فرجاً ضعيفاً قليلاً.
ومن نظر إلى فرج امرأة أو غيرها نظر شهوة أو مسه فإنه يتجر تجارة مكروهة.
والخصيتان :
عري الأعداء التي يصلون بها إليه فإن رأى خصيتيه قطعتا من غير أن ينتنا أو ينالهما مكروه فإنّ أعداءه يظفرون بقدر ما نيل من خصيتيه ولو رأى أنّ خصيتيه عظمتا أو لهما قوة فوق قدرهما فإنه يكون منيعاً لا يصل إليه أعداؤه بسوء.
وربما كان انقطاعهما انقطاع الإناث من الولد إذا كان في الرؤيا ما يدل على الخير.
لأنّ الخصيتين هما الأنثيين والبيضة اليسرى يكون الولد منها فإن رأى أنّها انتزعت منه مات ولده ولم يولد له من بعده.
فإن رأى أنّه وهبها لغيره بطيبة نفس منه وبانت منه فإنّه يولد له ولد لغير رشد وينسب الولد إلى غيره.
فإن رأى أنّ خصيتيه في يد رجل معروف فإنّ ذلك الرجل يظفر به.
فإن كان الرجل شاباً فهو عدوه ومن رأى أنّه آدر فإنّه يصيب مالاً لا يؤمن عليه أعداؤه.
ورأى رجل كأنّ له عشرة ذكور وليست له خصية فقص رؤياه على معبر فقال له: يولد لك عشر بنين ولا يولد لك وأما العانة: فنقصانها صالح في السنة وزيادتها مال وسلطان يناله من جهة رجل أعجمي.
فإن رأى كأنّه نظر إلى عانته فلم ير عليها شعراً كأنّه لم ينبت قط دل على حجر عليه في المال أوخسران يقع له.
فإن كان عليه شعركثير حتى تسحبه في الأرض فإنّه ينال مالاً كثيراً مع فساد دين وتضييع سنين ومروءة.
والعجز :
هو مال امرأة فإن كان كبيراً لامرأته مالاً كثيراً.
وإن رأى عجز نفسه كبيراً فإنّه يسود بمال امرأته ويصيب من ذلك خيراً.
ومن رأى رجلاً كشف له عن نفسه ورأى عجزه فإنّه يطعمه دسماً ومنفعة ثم يشرف علىِ أدبار فيها.
فإن رأى دبره فإنّه يناله منه أدبار إن كان شاباً .
.
وإن كان شيخاً معروفاً فإنه يوقعه هو بعينه في أدبار وإن كان مجهولاً فإنّه ينال ادباراً من حيث لا يشعر.
فإن كشف عنه رجل حتى أظهر عجزه فإنه يفضحه في أهله.
فإن رأى امرأةً كشف عن عجزها حتى رأى دبرها فإنّ الأمر الذي ينسب إلى ذلك يشرف على الأدبار ويلحقه دين من تجارة أو ولاية.
ومن نكح امرأة في دبرها فإنّه يطلب أمراً من غير وجهه ولا ينتفع به لأنّ النكاح في الدبر ليس له ثمر.
ومن رأى أنّه يسحب على عجزه أو دبره فإنّه يضطر.
وأما الفخذ :
فعشيرة الرجل فإن رأى أنّ فخذه قطعت وبانت فإنّه يتغرب عن قومه وعشيرته حتى يكون موته في الغربة لأنّ الفخذ إذا قطعت وبانت لا ينجبر صاحبها ولا يلتئم فلذلك لا يرجع إلى قومه أبداً.
فمن رأى كأنّ فخذيه نحاساً فإنّ عشيرته تكون جريئة على المعاصي.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت وأمرت رجلاً فقص ذلك الشعر.
فقال: أنت رجل عليك دين يؤدّيه عنك رجل من قرابتك.
والعصب :
سيد قومه والمؤلف بين القرابات.
والعروق أهل بيته مما ينسب إلى ذلك العضو وجمالها جمالهم وفسادها فسادهم فإن رأى أنّه فصد عرقاً بالعرض فهو موت قريب من أقربائه بمنزلة ذاك العرق.
وربما كان هو نفسه المنقطع عن اقربائه بموت إذا كانت الرؤيا في تأويلها ما يدلي على مكروه أو معصيه.
وإن كان ذلك في مكروه التأويل فهو فراق ما بينه وبينهم.
وربما كان فراق بغير موت.
والركبة :
كد الرجل ونصبه في معاشه ومطلبه فإن رأى بها حدثاً فإنّه تنسب إليه الركبة.
وقوة جلدها قوة معيشته وانسلاخ جلدها زيادة كد وتعب.
وغلظ جلدها أو ظهورها الورم فيها إصابة مال من تعب.
وقيل أنّ المريض إذا رأى في ركبته الماء أو علة دل على موته.
وقيل أنّ الركبتين ينبغي أن يجعل تأويلهما على قوة البدن وحركته وجودة عمله.
ولهذا السبب متى كانتا صحيحتين قويتين فإن ذلك دليل على سفر أو حركة أخرى وعلى أعمال يعملها صاحب الرؤيا على صحة البدن.
وإن رأى فيهما علة أو ألماً فإنّ ذلك يدل على ثقل الركبتين في الأعمال.
والرجل :
قوام الرجل وماله ومعيشته التي عليها اعتماده وربما كانت الساق عمر صاحبها.
فإن رأى أنّ ساقه من حديد طال عمره وبقي ماله.
وإن رأى أنّ ساقه من قوارير لم يلبث أن يموت ويذهب ماله وقوامه لأنّ القوارير لا بقاء لها.
فإن رأى.
رجله قطعت ذهب نصف ماله.
فإن قطعتا جميعاً ذهب ماله وقواه أو مات كل ما بانت منه.
وقيل الرجلان الأبوان والمشي حافياً يدل على التعب والمشقة وقيلِ من رأى له أرجلاً كثيرة فإن كان مسافراً سهل عليه سفره ونال خيراً.
وإن كان فقيراً نال ثروة وإن كان غنياً مرض.
ورؤية الرجلين مخضوبتين منقوشتين للرجل موت الأهل والمرأة موت بعلها.
ومن رأى كأنّه رفع ساقاً ومد ساقاً فالتفت إحدى ساقيه بالأخرى فإنّه قرب أجله ويلقاه أمر صعب.
ويدل على أنّ صاحب الرؤيا كذاب.
ورؤية الرجل ساق امرأة دليل على التزوج.
وكشف المرأة عن ساقها حسن دينها وإصابتها أمراً خيراً مما كانت فيه.
والكعب :
ولد مقامر وقيل انكسار الكعب موت أو غم.
وانكسار عقب سعي في أمر يورث والقدم: زينة الرجل وماله وأصابعها جواريه وغلمانه فإن رأى بعض أصابعه صعد إلى السماء مات بعض غلمانه أو جواريه.
والشعر على القدمين :
دين غالب.
ومن رأى كأنّ رجليه صعدتا إلى السماء وبانا منه مات ولداه.
فإن رأى أنّه يزني برجله فإنه يمشي خلف النساء حراماً.
ومن رأى له أرجلاً كثيرة فقيل أنّه للغني مرض لأنّه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم.
ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة فلا يمشون منفردين.
ورأى رجل كأنّ إحدى رجليه صارت حجراً فجفت تلك الرجل بعينها.
ورأى رجل كأنه يركل الملك برجله فأصاب وهو يمشي ديناراً وعليه صورة الملك.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على ساقي رجل شعراً كثيراً فقال: يركبه دين ويموت في السجن.
فقال لك رأيتها.
فاسترجع ابن سيرين ثم إنّه مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم فقضاها عنه بعد موته ورأى رجل كأنه معوق الساق فعبرها له معبر فقال: إنك تصير زانياً.
فأخذ بعد ذلك مع امرأة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ اصبع رجلي على جمر فإذا وضعته عليه طفىء وإذا رفعتها عنه عاد كما كان فقال: هذا صاحب هوى فقال: ليس هو صاحب هوى ولكنه يتكلم في القدر.
فقال: وأي شيء هو أشد من القدر.
ورأت امرأة كأنّ إبهام رجلها قطعت فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: تصلين قوماً قطعتيهم.
وأصابع القدمين :
زينة مال صاحبها وأعمال البر وعظام ماله الذي به اعتماده ومعيشته.
والله أعلى وأعلم ،،،