حينما كنت ازور مصر بين الحين والحين كان يسخر بعض المثقفين المصريين مني حينما اقول ان مصر دولة مستهدفة من قوى خارجية ترى في ضعف المحروسة قوة لها وترى في تفريغ دور مصر اتساعا لها. ومبعث السخرية ان هذا "كلام حكومي" وان "المشكلة تكمن بداخلنا لا بالخارج". وان كان هذا الرد الذي تلقيته لا يخلو من وجاهة في بعض جوانبه، الا انه لا ينفي حلقات التآمر والضغط على مصر من الخارج خصوصا من دولة حسبناها صديقة وهي مرتع الآن لتطويق مصر.
واخر حلقات التكالب على مصر في دولة نحسبها صديقة ما نراه من تحركات لمجموعة تسمي نفسها "مجموعة العمل حول مصر" و لو انصف مؤسسوها لاسموها مجموعة العمل "ضد" مصر.
وباستعراض اسماء المشاركين يتأكد لنا ان تكوين تلك المجموعة لا يمثل اخبارا سارة لمصر ولا شعب مصر وازعم انها لا تمثل اخبارا لمصالح واشنطن نفسها.
ان هدف هذه المجموعة المعلن هو الدفاع عن نشطاء المجتمع المصري والترويج للديمقراطية لكن حقيقة التحركات للمجموعة التي بدات في الظهور مع مطلع العام الجاري هو محاولة احتكار اي حوار يتم عن مصر في واشنطن وصبه في القوالب التي تريدها تلك المجموعة.
ما يثير الشك الكبير حول هؤلاء الحفنة انها مجموعة تنتمي لحركة المحافظين الجدد ذات الايدلوجية الصهيونية المعاصرة. والمعلوم ان لب حركة المحافظين الجدد هو قهر كل معارض لسياسات الليكود الإسرائيلي المتشدد لا في مصر والدول العربية وحسب بل حتى في امريكا نفسها.
وترغب هذه المجموعة، المكونة من تسعة أفراد، في فرض القضايا التي تراها هي مناسبة على العلاقات الامريكية المصرية.
وهذه المجموعة تعمل في اتجاهين: اولا مخاطبة الإدارة الامريكية عن طريق الرسائل واللقاءات للضغط عليها لاتخاذ مواقف معينة تجاه حكومة القاهرة. وثانيا سعيهم للسيطرة على الظهور الإعلامي في امريكا وفي مصر لاحتكار فرص التعليق على ما يتعلق بمصر من أخبار.
وما يثير الريبة ايضا حول اهداف تلك المجموعة انه حتى هذه اللحظة لا يعرف من اين يأتي تمويل تلك المجموعة التي تعمل ضد مصر. لكن سيطرة اعضاء من حركة المحافظين الجدد عليها تشير الى ميولها الراديكالية اليمينية وحرصها مستقبلا على عسكرة الاوضاع في مصر.
فالمؤسس الاول لتلك الجماعة هو روبرت كيجن، العضو المخضرم في حركة المحافظين الجدد. والذي عرف عنه في واشنطن قربه من الجناح البراجماتي في تلك الحركة المعادية للعرب. وهو من مصاف كبار مفكري حركة المحافظين الامريكيين من امثال بول وولفويتز، وديفيد فرم اللذان عملا مع الرئيس السابق جورج دبليو بوش في التجهيز لغزو العراق وافغانستان وعسكرة الوجود الأمريكي في العالم العربي. منهم ايضا المفكر فرانسيس فوكاياما صاحب نظرية نهاية التاريخ سيئة السمعة.
انتقل روبرت خلال الاسابيع الماضية فقط للعمل في معهد بروكنجز في العاصمة الامريكية بتأييد من الثعلب اليهودي الحاذق مارتن إنديك، نائب مدير المعهد للسياسة الخارجية والذي كان سفيرا لامريكا في إسرائيل على الرغم من انه بدء حياته العملية خادما لمنظمة إيباك، القلب المحرك للوبي الإسرائيلي المعارض للسلام مع العرب في امريكا.
ومعهد بروكنجز الذي انتقل كيجن للعمل به، اصبح راضخا لنفوذ الملياردير الإسرائيلي المصري الاصل حاييم سابان وهو صاحب شركة انتاج في هوليوود تنتج حلقات الباور رنجرز الرائجة بين اطفال العرب ويعمل سابان على ضمان انحياز سياسات واشنطن لإسرائيل وذلك لأن حاييم سابان يقدم للمعهد تمويلا ضخما سنويا يخصص لبرامج الشرق الاوسط.
وروبرت كيجن يكتب كغيره من المحافظين واصحاب نظرية عسكرة السياسة الخارجية الامريكية في مجلتي الويكلي ستاندرد، والنيو ريبابليك الاسبوعيتين، وهما مجلتان تفخران بقائمة طويلة من الكتاب العنصريين المعادين للعرب.
وروبرت كيجن هذا اخبار سيئة لمصر بالتأكيد. فكل سياساته التي يروج لها تتمحور حول التوطئة للتدخل الامريكي القوي سواء دبلوماسيا او عسكريا، ويميل لخيارات العسكرية بدرجة كبيرة.
ومن اعضاء "مجموعة العمل ضد مصر" التسعة الآخرين، ركائز اخرى في نفس حركة المحافظين الجدد، مثل الناشطة إلين بورك، وهي ناشطة ليكودية كان ابوها احد القضاة المعروفين هنا والذين رشحوا للمحكمة الدستورية الأمريكية العليا.
وبورك تكتب بانتظام في مجلة "الويكلي ستاندرد الاسبوعية" التي كان يملكها الملياردير روبرت مروخ ثم باعها في 2009 لبليونير محافظ آخر هو فيليب انشولتس.
وبورك هي الان عضوة فيما يسمى "بمبادرة السياسة الخارجية" وهي منظمة جديدة نشئت مؤخرا كبديل لمؤسسة المحافظين الجدد الاشهر والتي كان اسمها "منظمة القرن الامريكي الجديد" وتم تغيير اسمها الى "مبادرة السياسة الخارجية" للتمويه والتضليل بعد افتضاح امر دور المحافظين الجدد في دفع امريكا للمزيد من الحروب والتورط العسكري اللانهائي في المنطقة العربية والإسلامية.
والعضو الثالث – من الاعضاء التسعة – هو سكوت كاربنتر والذي يكفي ان نشير الى انه باحث في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى"، وهو الذراع البحثي لمنظمة إيباك، الاخت الكبرى لمنظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. وكاربنتر لا يرى العرب الا من منظور الابقاء على الحركة الصهيونية العالمية وإسرائيل في امان من المنغصات.
عمل سكوت كاربنتر اثناء وجودي في واشنطن تحت يد اليزابيث تشيني ، ابنة نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، في فترة رئاسة الجمهوري المتشدد جورج دبليو بوش. وكان كاربنتر متخصصا في مشروع "ميبي" او" مبادرة الشراكة مع الشرق الاوسط"، وهي الخطة التي تفتقت عنها اذهان الجمهوريين لتمويل عناصر موالية لإسرائيل وامريكا داخل الدول العربية في اعقاب احداث 11 سبتمبر 2001.
ورابع المجموعة هو دانيل كالينجريت عضو منظمة "فريدم هاوس" المحسوبة على أقصى اليمين الامريكي والتي تزعمها لفترة رئيس الاستخبارات الامريكية الصهيوني الانتماء جيمس وولسي. وعلى الرغم من محاولات فريدم هاوس الابتعاد مؤخرا عن المحافظين الجدد بعد ان ساءت سمعتها الا انه لا يجب ابدا الوثوق في مستقبل تفرضه سياسات تدعمها تلك المنظمة.
وخامسهم وكبيرهم – الباسط ذراعيه بالوصيد السياسي في واشنطن - هو إليوت أبرامز، اليهودي الديانة الليكودي التوجه، الذي كتبت عنه الاسبوع الماضي. وابرامز يرى ضرورة "نقل المعركة الى داخل" البلاد التي يعتبرها خصوم اليمين الإسرائيلي المتشدد، بمعنى انه قبل ان تفيق دولة مثل مصر او السعودية او حتى العراق فانه يجب ان يستمر الضغط عليها لتنشغل بظروفها الخاصة الاقتصادية والاجتماعية الداخلية والدفاع عن نفسها امام الخارج حتى لا يكون لها سعة من الوقت والجهد للإلتفات الى مواجهة سياسات إسرائيل المعادية للسلام.
وليس هذا وحسب بل انضم اليهم عدد قليل اخر من افراد ليسوا من الاسماء المعروفة مثل سفير امريكا السابق لدى القاهرة إد ووكر، والناشط في منظمة "هيومن رايتس ووتش" توم مالينويسكي، الذي يعطي لقاءات مكثفة للصحافة المصرية، والناشطة ميشيل دان التي تعمل في مؤسسة كارنيجي وعملت سابقا في السفارة الامريكية في مصر علاوة على الباحث توماس كاروثرز أيضا من كارنيجي. وكلهم للاسف من النشطاء في مصر ولهم علاقات متشعبة في القاهرة.
هل رأيتم افراد تلك المجموعة وتاريخ كبار اعضائها الحافل بالترويج للحروب والعنف؟ انها بحق مجموعة العمل "ضد" مصر.
وفي الجزء الثاني اتطرق لتأثير تلك المجموعة على العلاقات المصرية الامريكية.
نهاية
عماد مكي
*عماد مكي: كاتب مصري مقيم بواشنطن والقاهرة. عمل بجريدة النيويورك تايمز ووكالة أنباء بلومبرج ووكالة أنباء انتر بريس سيرفيس. يرأس حاليا تحرير وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك بواشنطن. Emad_****y@yahoo.com
واخر حلقات التكالب على مصر في دولة نحسبها صديقة ما نراه من تحركات لمجموعة تسمي نفسها "مجموعة العمل حول مصر" و لو انصف مؤسسوها لاسموها مجموعة العمل "ضد" مصر.
وباستعراض اسماء المشاركين يتأكد لنا ان تكوين تلك المجموعة لا يمثل اخبارا سارة لمصر ولا شعب مصر وازعم انها لا تمثل اخبارا لمصالح واشنطن نفسها.
ان هدف هذه المجموعة المعلن هو الدفاع عن نشطاء المجتمع المصري والترويج للديمقراطية لكن حقيقة التحركات للمجموعة التي بدات في الظهور مع مطلع العام الجاري هو محاولة احتكار اي حوار يتم عن مصر في واشنطن وصبه في القوالب التي تريدها تلك المجموعة.
ما يثير الشك الكبير حول هؤلاء الحفنة انها مجموعة تنتمي لحركة المحافظين الجدد ذات الايدلوجية الصهيونية المعاصرة. والمعلوم ان لب حركة المحافظين الجدد هو قهر كل معارض لسياسات الليكود الإسرائيلي المتشدد لا في مصر والدول العربية وحسب بل حتى في امريكا نفسها.
وترغب هذه المجموعة، المكونة من تسعة أفراد، في فرض القضايا التي تراها هي مناسبة على العلاقات الامريكية المصرية.
وهذه المجموعة تعمل في اتجاهين: اولا مخاطبة الإدارة الامريكية عن طريق الرسائل واللقاءات للضغط عليها لاتخاذ مواقف معينة تجاه حكومة القاهرة. وثانيا سعيهم للسيطرة على الظهور الإعلامي في امريكا وفي مصر لاحتكار فرص التعليق على ما يتعلق بمصر من أخبار.
وما يثير الريبة ايضا حول اهداف تلك المجموعة انه حتى هذه اللحظة لا يعرف من اين يأتي تمويل تلك المجموعة التي تعمل ضد مصر. لكن سيطرة اعضاء من حركة المحافظين الجدد عليها تشير الى ميولها الراديكالية اليمينية وحرصها مستقبلا على عسكرة الاوضاع في مصر.
فالمؤسس الاول لتلك الجماعة هو روبرت كيجن، العضو المخضرم في حركة المحافظين الجدد. والذي عرف عنه في واشنطن قربه من الجناح البراجماتي في تلك الحركة المعادية للعرب. وهو من مصاف كبار مفكري حركة المحافظين الامريكيين من امثال بول وولفويتز، وديفيد فرم اللذان عملا مع الرئيس السابق جورج دبليو بوش في التجهيز لغزو العراق وافغانستان وعسكرة الوجود الأمريكي في العالم العربي. منهم ايضا المفكر فرانسيس فوكاياما صاحب نظرية نهاية التاريخ سيئة السمعة.
انتقل روبرت خلال الاسابيع الماضية فقط للعمل في معهد بروكنجز في العاصمة الامريكية بتأييد من الثعلب اليهودي الحاذق مارتن إنديك، نائب مدير المعهد للسياسة الخارجية والذي كان سفيرا لامريكا في إسرائيل على الرغم من انه بدء حياته العملية خادما لمنظمة إيباك، القلب المحرك للوبي الإسرائيلي المعارض للسلام مع العرب في امريكا.
ومعهد بروكنجز الذي انتقل كيجن للعمل به، اصبح راضخا لنفوذ الملياردير الإسرائيلي المصري الاصل حاييم سابان وهو صاحب شركة انتاج في هوليوود تنتج حلقات الباور رنجرز الرائجة بين اطفال العرب ويعمل سابان على ضمان انحياز سياسات واشنطن لإسرائيل وذلك لأن حاييم سابان يقدم للمعهد تمويلا ضخما سنويا يخصص لبرامج الشرق الاوسط.
وروبرت كيجن يكتب كغيره من المحافظين واصحاب نظرية عسكرة السياسة الخارجية الامريكية في مجلتي الويكلي ستاندرد، والنيو ريبابليك الاسبوعيتين، وهما مجلتان تفخران بقائمة طويلة من الكتاب العنصريين المعادين للعرب.
وروبرت كيجن هذا اخبار سيئة لمصر بالتأكيد. فكل سياساته التي يروج لها تتمحور حول التوطئة للتدخل الامريكي القوي سواء دبلوماسيا او عسكريا، ويميل لخيارات العسكرية بدرجة كبيرة.
ومن اعضاء "مجموعة العمل ضد مصر" التسعة الآخرين، ركائز اخرى في نفس حركة المحافظين الجدد، مثل الناشطة إلين بورك، وهي ناشطة ليكودية كان ابوها احد القضاة المعروفين هنا والذين رشحوا للمحكمة الدستورية الأمريكية العليا.
وبورك تكتب بانتظام في مجلة "الويكلي ستاندرد الاسبوعية" التي كان يملكها الملياردير روبرت مروخ ثم باعها في 2009 لبليونير محافظ آخر هو فيليب انشولتس.
وبورك هي الان عضوة فيما يسمى "بمبادرة السياسة الخارجية" وهي منظمة جديدة نشئت مؤخرا كبديل لمؤسسة المحافظين الجدد الاشهر والتي كان اسمها "منظمة القرن الامريكي الجديد" وتم تغيير اسمها الى "مبادرة السياسة الخارجية" للتمويه والتضليل بعد افتضاح امر دور المحافظين الجدد في دفع امريكا للمزيد من الحروب والتورط العسكري اللانهائي في المنطقة العربية والإسلامية.
والعضو الثالث – من الاعضاء التسعة – هو سكوت كاربنتر والذي يكفي ان نشير الى انه باحث في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى"، وهو الذراع البحثي لمنظمة إيباك، الاخت الكبرى لمنظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. وكاربنتر لا يرى العرب الا من منظور الابقاء على الحركة الصهيونية العالمية وإسرائيل في امان من المنغصات.
عمل سكوت كاربنتر اثناء وجودي في واشنطن تحت يد اليزابيث تشيني ، ابنة نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، في فترة رئاسة الجمهوري المتشدد جورج دبليو بوش. وكان كاربنتر متخصصا في مشروع "ميبي" او" مبادرة الشراكة مع الشرق الاوسط"، وهي الخطة التي تفتقت عنها اذهان الجمهوريين لتمويل عناصر موالية لإسرائيل وامريكا داخل الدول العربية في اعقاب احداث 11 سبتمبر 2001.
ورابع المجموعة هو دانيل كالينجريت عضو منظمة "فريدم هاوس" المحسوبة على أقصى اليمين الامريكي والتي تزعمها لفترة رئيس الاستخبارات الامريكية الصهيوني الانتماء جيمس وولسي. وعلى الرغم من محاولات فريدم هاوس الابتعاد مؤخرا عن المحافظين الجدد بعد ان ساءت سمعتها الا انه لا يجب ابدا الوثوق في مستقبل تفرضه سياسات تدعمها تلك المنظمة.
وخامسهم وكبيرهم – الباسط ذراعيه بالوصيد السياسي في واشنطن - هو إليوت أبرامز، اليهودي الديانة الليكودي التوجه، الذي كتبت عنه الاسبوع الماضي. وابرامز يرى ضرورة "نقل المعركة الى داخل" البلاد التي يعتبرها خصوم اليمين الإسرائيلي المتشدد، بمعنى انه قبل ان تفيق دولة مثل مصر او السعودية او حتى العراق فانه يجب ان يستمر الضغط عليها لتنشغل بظروفها الخاصة الاقتصادية والاجتماعية الداخلية والدفاع عن نفسها امام الخارج حتى لا يكون لها سعة من الوقت والجهد للإلتفات الى مواجهة سياسات إسرائيل المعادية للسلام.
وليس هذا وحسب بل انضم اليهم عدد قليل اخر من افراد ليسوا من الاسماء المعروفة مثل سفير امريكا السابق لدى القاهرة إد ووكر، والناشط في منظمة "هيومن رايتس ووتش" توم مالينويسكي، الذي يعطي لقاءات مكثفة للصحافة المصرية، والناشطة ميشيل دان التي تعمل في مؤسسة كارنيجي وعملت سابقا في السفارة الامريكية في مصر علاوة على الباحث توماس كاروثرز أيضا من كارنيجي. وكلهم للاسف من النشطاء في مصر ولهم علاقات متشعبة في القاهرة.
هل رأيتم افراد تلك المجموعة وتاريخ كبار اعضائها الحافل بالترويج للحروب والعنف؟ انها بحق مجموعة العمل "ضد" مصر.
وفي الجزء الثاني اتطرق لتأثير تلك المجموعة على العلاقات المصرية الامريكية.
نهاية
عماد مكي
*عماد مكي: كاتب مصري مقيم بواشنطن والقاهرة. عمل بجريدة النيويورك تايمز ووكالة أنباء بلومبرج ووكالة أنباء انتر بريس سيرفيس. يرأس حاليا تحرير وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك بواشنطن. Emad_****y@yahoo.com