الأخوين
رفعت وحافظ الأسد
باعا الجولا ن لأسرائيل
[/img]
في كتابه الذائع الصيت الذي صدر قبل سنوات "عرفت السادات" ترك د.محمود جامع الطبيب الشخصي للرئيس المصري الراحل أنور السادات والصديق المقرب منه جدا جملة ناقصة لم يكملها ولم يكشف عنها إلا قبل أيام قليلة.في جملته الناقصة قال السادات أفشى لي بسرا خطيرا يتعلق بالجولان ثم سكت بعد ذلك ورفض تكملة هذه الجملة إطلاقا رغم محاولات بعض الصحفيين أخيرا تخلى عن ذلك الرفض وباح بالسر لصحيفة الوفد المصرية حين قال إن الجولان بيعت بملايين الدولارات لاسرائيل في صفقة بينها وبين النظام السوري في ذلك الوقت .وحسب تصريحات الدكتور جامع فإن القصة دارت عام 1969م أثناء مرافقته لوفد ترأسة السادات زار دمشق بتكليف .من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.قال الدكتور محمود جامع للصديق والزميل فراج إسماعيل بـ (العربية.نت): إن ما ذكره كلام مؤكد وصريح لقد وضع السادات يده على كتفي وحكى لي عن تلك الصفقة التي أخبرة بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتخلى بموجبها الجيش السوري عن هضبة الجولان في حرب الأيام الستة في يونيو 1967.ويستغرب د. جامع من عدم تسريب القيادة المصرية في عهد السادات لهذا السر الخطير رغم العواصف التي تعرضت لها العلاقات المصرية آنذاك والحرب الاعلامية العنيفة بين الدولتين التي وصلت حدا لم تبلغه من قبل.ثم واصل قائلا لقد سمعت هذه القصة من السادات عام 1969 وهو يكاد يبكي لأنه كان يرى أن سقوط الجولان في أيدي القوات الاسرائيلية لم يكن بالأمر السهل لولا تعليمات صدرت الى الجيش السوري بالانسحاب فورا حتى لا تتم محاصرتهم من الاسرائيليين والغريب أن هذه التعليمات بثتها أيضا الإذاعة السورية وحسب كلام السادات لي فان الجيش إنسحب بسرعة بناء على هذة التعليمات دون أن يطلق رصاصة واحدة بعد أن تم إبرام الصفقة بواسطة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي كان وزيرأ للدفاع وقبض الثمن الذي وضع في حساب في سويسرا وكان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت هو د. نور الدين الاتاسي الذي إنقلب عليه فيما بعد حافظ الأسد.وعن الدور الذي قام به بالضبط رفعت الأسد قال د.جامع هو الذي قام بالاتصال بالموساد بالاتفاق مع شقيقه وبعد ذلك أبرم صفقة التخلي عن الجولان وأضاف أخبرني السادات بهذا السر ونحن في سوريا ضمن وفد كلفة جمال عبد الناصر باستطلاع الموقف هناك حيث كان البعثيون يعيشون حالة انشقاق وكان ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث موجود في العراق وقتها...السادات خشي إسقاط طائرته ويضيف: السادات خشي من ان تسقط اسرائيل الطائرة الحربية التي حملتنا إلى دمشق بناء على وشاية من البعثيين في سوريا، ولذا فقد أمر الطيار بأن يأخذ مسارا غير معتاد، وكانت الطائرة من نوع "أنتينوف" حيث أقلعت من القاهرة وأخذت مسارها الى اسوان ثم دخلت الأجواء السعودية حتى وصلت لتبوك ومنها إلى العاصمة الأردنية عمان ثم أخيرا حطت في دمشق بعد طيران مستمر لمدة تقترب من 8 ساعات، وكنت على متنها مع السادات وياسر عرفات وحسن صبري الخولي وهو من كبار المسؤولين المصريين في ذلك الوقت:
يقول الدكتور محمود جامع قضينا في سورية ثلاثة أيام وكان السادات حريصا على أن يبلغهم بموعد عودته إلى القاهرة قبل إقلاع الطائرة بوقت قصير ولما سألته عن السبب أجاب حتى لا يكون عندهم وقت لابلاغ الاسرائيليين فيسقطون الطائرة.
هل كان السادات يشك في النظام السوري إلى هذا الحد. ويرى أن حافظ الأسد باع الجولان، فلماذا نسق معه في حرب 1973 ولماذا لم يخش أن يفشوا موعد ساعة الصفر التي كانوا يعرفونها بلا شك؟ هذه بالطبع أسرارعسكرية لا أعرفها لكن المعروف أن هناك من أبلغ رئيسة الحكومة الاسرائيلية وقتها جولدا مائير بموعد الحرب إلا أنها وأركان حكومتها وجيشها وفي مقدمتهم وزير الدفاع موشيه ديان سخروا من ذلك ولم يصدقوه.
ومن وجهة نظره يرى أن المعادلة في حرب 1973 كانت مختلفة عنها في 1967 فقد كان الأسد رئيسا وكان شريكا للسادات في قرار الحرب وكان الاتحاد السوفياتي هو القوة العظمى التي تدعمهما بالسلاح والعتاد وبالتالي لم يكن من السهل استراتيجيا أن تقبل هذه القوة هزيمة أخرى لسلاحها في مواجهة السلاح الأمريكي الذي تحارب به اسرائيل.
طرحت عليه السؤال بطريقة أخرى كيف يدخل الأسد في هذه الحرب لتحرير الجولان التي تقول إنه تخلى عنها بموجب صفقة مع اسرائيل؟.. قال جامع: أنا حكيت تفاصيل ما سمعته من السادات شخصيا وقد سمعه هو بدوره من جمال عبدالناصر بمعنى أنني مسئول عن مضمون هذه القصة التي كشفتها بالطبع لا أعرف ماذا دار قبل حرب 1973 لكل وقت آذان. لكن المعروف أن الجبهة المصرية في أثناء الحرب حصل فيها اختلال شديد تسبب في حدوث الثغرة وقد دار حول هذا الأمر جدل كثير.
وكشف محمود جامع أن السادات خشي أيضا من ان يصدر حافظ الأسد أوامر باعتقاله عندما زار دمشق لاطلاعهم على مبادرته بشأن زيارة اسرائيل. وقال إن السادات أخبره فيما بعد أن قرارا صدر في دمشق باعتقاله ولكن حصل اختلاف في القيادة السورية بين البعثيين حول ذلك وردود الفعل المتوقعة عليه فتم الغاء القرار.
واوضح أن السادات حتى موته لم يكن يثق في حزب البعث الحاكم في سوريا لم يكن يحبهم أبدا وكان يرى أن الاسرائيليين أكثر اخلاصا منهم.
كان د.محمود جامع قد قال في حواره مع جريدة (الوفد) الذي أجراه الزميل أمير سالم ونشره على حلقتين: يشهد الله أنني أذيع هذا السر لأول مرة، كنت في صحبة السادات خلال زيارته لسوريا بتكليف من عبد الناصر في 1969 بهدف إجراء مباحثات مع الحكومة السورية برئاسة نورالدين الاتاسي واصطحبني السادات إلي هضبة الجولان ووقفنا علي حافة مرتفع كبير بالهضبة ونظر إلي بحزن كبير وقال يا محمود سأذيع لك سرا قاله لي عبدالناصر الجولان راحت ضحية صفقة تمت بين النظام السوري وإسرائيل في يونيو1967 الجولان اتباعت بملايين الدولارات التي دخلت حساب رفعت الأسد الذي كان وسيطاً بين إسرائيل وشقيقه حافظ الأسد واقتسم رفعت قيمة الصفقة التي أودعت في حساب خاص ببنوك سويسرا وقد صدرت أوامر بالانسحاب للقوات السورية ولم يطلق رصاصة واحدة وتم إرهاب الجنود المرابطين بالهضبة بأنهم سيتعرضون للحصار والإبادة من الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الدكتور محمود جامع وقتها نظر إلي السادات وقال متسائلاً يا محمود إن إسرائيل مهما بلغت قوتها لا تستطيع السيطرة علي متر واحد في الجولان لو دخلت حرباً حقيقية وقال يا محمود البعثيون خونة واليهود أكثر وفاء منهم وأنا متخوف منهم قد يخبرون إسرائيل بموعد إقلاع الطائرة التي ستعود بنا إلي القاهرة مثلما أخبروها بخط سير طائرة عبدالحكيم عامر التي تم تفجيرها في الجو بصاروخ إسرائيلي بعد وشاية سورية وتدخلت الأقدار لإنقاذ عبدالحكيم الذي لم يكن موجودا بالطائرة وكانت الطائرة التي توجهت بنا إلي سوريا قد سلكت مسارا غريباً حيث انطلقت من القاهرة إلي أسوان ومنها للسعودية ثم اتجهت شمالاً إلي تبوك ثم عمان ومنها إلي دمشق واستغرقت 8 ساعات كاملة دون توقف ولما حكي لي السادات قصة الوشاية أدركت أن مسار الرحلة الغريب كان للمناورة والتمويه.
وهذا ما قاله الملك فيصل رحمه الله لحافظ الاسد في اجتماع قمة عربية رباعية ضمت مصر وسوريا والجزائر والسعوديه في الجزائر بتاريخ 13 فبراير عام 1974 يرويها وزير خاجية مصر في وقتها اسماعيل فهمي في كتابه ( التفاوض من اجل السلام في الشرق الاوسط) يقول في كتابه ص 134 وكانت بعض هذه اﻹجتماعات غير الرسمية ذات طبيعة ودية مثل هذا اﻹجتماع الذي عقد بين السادات و اﻷسد ولم تجر في هذا اﻹجتماع أية مناقشات حامية كما أن اﻷسد كان متجاوباً كثير اﻹبتسام وكانت إجتماعات أخرى يشوبها التوتر و في إحدى المرات إستفز الملك فيصل اﻷسد صراحة حيث سأله بصوت عال تماماً عما إذا كان السوريون قد قبلوا وقف إطلاق النار على مرتفعات الجولان في عام ١٩٦٧ في وقت سابق ﻷوانه حيث تركوا القنيطرة تسقط في أيدي اﻹسرائيليين دون إطلاق طلقة واحدة. و قال أيضاً إن القائد السوري في القنيطرة تلقى ما يوازي ٣٠٠ مليون دولار أمريكي من إسرائيل مقابل مساعدته هذه وكان القائد هو اﻷسد نفسه و لم يستطع اﻷسد لحسن الحظ أن يسمع الملك فيصل بوضوح ﻷن الرئيس السادات قام بدوره بالتحدث بصوت أعلى من صوت فيصل محاولا أن يقنعه بأن الوقت غير مناسب لمناقشة هذه الإشاعة المحرجة جداً وكف الملك فيصل عن حديثه ومنذ ذلك الوقت سارت اﻷمور بسلاسة ..
وهذه شهادة ضابط سوري على ما جرى وهوضابط المخابرات السورية في الجولان أثناء ١٩٦٧ الرائد خليل مصطفى الذي ألف كتابه (سقوط الجولان) وسجن بسبب ذلك الكتاب في ١٩٧٥ لمدة ثلاثين عاماً ولم يفرج عنه إلا عام ٢٠٠٥.
فقد كشف خليل مصطفى حقيقة تسليم حافظ أسد الجولان لإسرائيل ويعلن هو و قطاعاته العسكرية إنسحابة من أرض المعركة معلناً سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلاً لإبعاد الجيش من أرض المعركة خوفاً من سقوط النظام فيسقط الجولان بأكمله.
وفي التاسعة والنصف من صباح يوم السبت (10/6/1967م) أذيع نبأ سقوط القنيطرة وهي عاصمة الجولان يقول خليل مصطفى ص ( 155)
البلاغ رقم ٦٦ عن سقوط القنيطرة.
بلاغ صادر من راديو دمشق صباح يوم السبت يقول البلاغ بالرغم من تأكيد إسرائيل لمجلس الأمن الدولي أنها أوقفت القتال فإنها لم تنفذ ما تعهدت بـه وبدأت قوات العدو صباح اليوم الضرب بكثافة من الجو والمدفعية والدبابات وإن القوات الإسرائيلية استولت على مدينة القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة وكان العدو يغطي سماء المعركة بإمكانات لاتملكها غير دولة كبرى واستولى على مدينة القنيطرة على الرغم من صمود جنودنا البواسل ولايزال الجيش يخوض معركة قاسية للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن كما أن وحدات لم تشترك في القتال بعد قد أخذت مراكزها وفي الساعة ( 05ر12 ) صدر بلاغ عسكري يقول إن قتالاً عنيفاً لايزال يدور داخل مدينة القنيطرة وعلى مشارفها ومازالت القوات السورية تقاتل داخل المدينة تساندها قوات الجيش الشعبي بكل ضراوة وصمود.
أذيع نبأ سقوط القنيطرة في اليوم العاشر من حزيران وكان عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة يومئذ في جولة ميدانية جنوب القنيطرة يقول سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع من الراديو وعرفت أنه غير صحيح لأننا جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو فاتصلت هاتفياً بحافظ الأسد وزير الدفاع وقلت لـه المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة نحن جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو فشتمني بأفظع الألفاظ ومما قالـه لي لاتتدخل في عمل غيرك يا( ..) فعرفت أن في الأمر شيئاً !؟
ويقول خليل مصطفى ( ص 188)إن الذي ثبت لدينا حتى الآن أن القوات الإسرائيلية لم تطأ أرض القنيطرة رغم كل تلك المخازي والجرائم التي شرحناها إلا بعد إعلان سقوطها بما لايقل عن سبع عشرة ساعة .
سوريا تناديك ياجولان ...
رفعت وحافظ الأسد
باعا الجولا ن لأسرائيل
[/img]
في كتابه الذائع الصيت الذي صدر قبل سنوات "عرفت السادات" ترك د.محمود جامع الطبيب الشخصي للرئيس المصري الراحل أنور السادات والصديق المقرب منه جدا جملة ناقصة لم يكملها ولم يكشف عنها إلا قبل أيام قليلة.في جملته الناقصة قال السادات أفشى لي بسرا خطيرا يتعلق بالجولان ثم سكت بعد ذلك ورفض تكملة هذه الجملة إطلاقا رغم محاولات بعض الصحفيين أخيرا تخلى عن ذلك الرفض وباح بالسر لصحيفة الوفد المصرية حين قال إن الجولان بيعت بملايين الدولارات لاسرائيل في صفقة بينها وبين النظام السوري في ذلك الوقت .وحسب تصريحات الدكتور جامع فإن القصة دارت عام 1969م أثناء مرافقته لوفد ترأسة السادات زار دمشق بتكليف .من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.قال الدكتور محمود جامع للصديق والزميل فراج إسماعيل بـ (العربية.نت): إن ما ذكره كلام مؤكد وصريح لقد وضع السادات يده على كتفي وحكى لي عن تلك الصفقة التي أخبرة بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتخلى بموجبها الجيش السوري عن هضبة الجولان في حرب الأيام الستة في يونيو 1967.ويستغرب د. جامع من عدم تسريب القيادة المصرية في عهد السادات لهذا السر الخطير رغم العواصف التي تعرضت لها العلاقات المصرية آنذاك والحرب الاعلامية العنيفة بين الدولتين التي وصلت حدا لم تبلغه من قبل.ثم واصل قائلا لقد سمعت هذه القصة من السادات عام 1969 وهو يكاد يبكي لأنه كان يرى أن سقوط الجولان في أيدي القوات الاسرائيلية لم يكن بالأمر السهل لولا تعليمات صدرت الى الجيش السوري بالانسحاب فورا حتى لا تتم محاصرتهم من الاسرائيليين والغريب أن هذه التعليمات بثتها أيضا الإذاعة السورية وحسب كلام السادات لي فان الجيش إنسحب بسرعة بناء على هذة التعليمات دون أن يطلق رصاصة واحدة بعد أن تم إبرام الصفقة بواسطة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي كان وزيرأ للدفاع وقبض الثمن الذي وضع في حساب في سويسرا وكان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت هو د. نور الدين الاتاسي الذي إنقلب عليه فيما بعد حافظ الأسد.وعن الدور الذي قام به بالضبط رفعت الأسد قال د.جامع هو الذي قام بالاتصال بالموساد بالاتفاق مع شقيقه وبعد ذلك أبرم صفقة التخلي عن الجولان وأضاف أخبرني السادات بهذا السر ونحن في سوريا ضمن وفد كلفة جمال عبد الناصر باستطلاع الموقف هناك حيث كان البعثيون يعيشون حالة انشقاق وكان ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث موجود في العراق وقتها...السادات خشي إسقاط طائرته ويضيف: السادات خشي من ان تسقط اسرائيل الطائرة الحربية التي حملتنا إلى دمشق بناء على وشاية من البعثيين في سوريا، ولذا فقد أمر الطيار بأن يأخذ مسارا غير معتاد، وكانت الطائرة من نوع "أنتينوف" حيث أقلعت من القاهرة وأخذت مسارها الى اسوان ثم دخلت الأجواء السعودية حتى وصلت لتبوك ومنها إلى العاصمة الأردنية عمان ثم أخيرا حطت في دمشق بعد طيران مستمر لمدة تقترب من 8 ساعات، وكنت على متنها مع السادات وياسر عرفات وحسن صبري الخولي وهو من كبار المسؤولين المصريين في ذلك الوقت:
يقول الدكتور محمود جامع قضينا في سورية ثلاثة أيام وكان السادات حريصا على أن يبلغهم بموعد عودته إلى القاهرة قبل إقلاع الطائرة بوقت قصير ولما سألته عن السبب أجاب حتى لا يكون عندهم وقت لابلاغ الاسرائيليين فيسقطون الطائرة.
هل كان السادات يشك في النظام السوري إلى هذا الحد. ويرى أن حافظ الأسد باع الجولان، فلماذا نسق معه في حرب 1973 ولماذا لم يخش أن يفشوا موعد ساعة الصفر التي كانوا يعرفونها بلا شك؟ هذه بالطبع أسرارعسكرية لا أعرفها لكن المعروف أن هناك من أبلغ رئيسة الحكومة الاسرائيلية وقتها جولدا مائير بموعد الحرب إلا أنها وأركان حكومتها وجيشها وفي مقدمتهم وزير الدفاع موشيه ديان سخروا من ذلك ولم يصدقوه.
ومن وجهة نظره يرى أن المعادلة في حرب 1973 كانت مختلفة عنها في 1967 فقد كان الأسد رئيسا وكان شريكا للسادات في قرار الحرب وكان الاتحاد السوفياتي هو القوة العظمى التي تدعمهما بالسلاح والعتاد وبالتالي لم يكن من السهل استراتيجيا أن تقبل هذه القوة هزيمة أخرى لسلاحها في مواجهة السلاح الأمريكي الذي تحارب به اسرائيل.
طرحت عليه السؤال بطريقة أخرى كيف يدخل الأسد في هذه الحرب لتحرير الجولان التي تقول إنه تخلى عنها بموجب صفقة مع اسرائيل؟.. قال جامع: أنا حكيت تفاصيل ما سمعته من السادات شخصيا وقد سمعه هو بدوره من جمال عبدالناصر بمعنى أنني مسئول عن مضمون هذه القصة التي كشفتها بالطبع لا أعرف ماذا دار قبل حرب 1973 لكل وقت آذان. لكن المعروف أن الجبهة المصرية في أثناء الحرب حصل فيها اختلال شديد تسبب في حدوث الثغرة وقد دار حول هذا الأمر جدل كثير.
وكشف محمود جامع أن السادات خشي أيضا من ان يصدر حافظ الأسد أوامر باعتقاله عندما زار دمشق لاطلاعهم على مبادرته بشأن زيارة اسرائيل. وقال إن السادات أخبره فيما بعد أن قرارا صدر في دمشق باعتقاله ولكن حصل اختلاف في القيادة السورية بين البعثيين حول ذلك وردود الفعل المتوقعة عليه فتم الغاء القرار.
واوضح أن السادات حتى موته لم يكن يثق في حزب البعث الحاكم في سوريا لم يكن يحبهم أبدا وكان يرى أن الاسرائيليين أكثر اخلاصا منهم.
كان د.محمود جامع قد قال في حواره مع جريدة (الوفد) الذي أجراه الزميل أمير سالم ونشره على حلقتين: يشهد الله أنني أذيع هذا السر لأول مرة، كنت في صحبة السادات خلال زيارته لسوريا بتكليف من عبد الناصر في 1969 بهدف إجراء مباحثات مع الحكومة السورية برئاسة نورالدين الاتاسي واصطحبني السادات إلي هضبة الجولان ووقفنا علي حافة مرتفع كبير بالهضبة ونظر إلي بحزن كبير وقال يا محمود سأذيع لك سرا قاله لي عبدالناصر الجولان راحت ضحية صفقة تمت بين النظام السوري وإسرائيل في يونيو1967 الجولان اتباعت بملايين الدولارات التي دخلت حساب رفعت الأسد الذي كان وسيطاً بين إسرائيل وشقيقه حافظ الأسد واقتسم رفعت قيمة الصفقة التي أودعت في حساب خاص ببنوك سويسرا وقد صدرت أوامر بالانسحاب للقوات السورية ولم يطلق رصاصة واحدة وتم إرهاب الجنود المرابطين بالهضبة بأنهم سيتعرضون للحصار والإبادة من الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الدكتور محمود جامع وقتها نظر إلي السادات وقال متسائلاً يا محمود إن إسرائيل مهما بلغت قوتها لا تستطيع السيطرة علي متر واحد في الجولان لو دخلت حرباً حقيقية وقال يا محمود البعثيون خونة واليهود أكثر وفاء منهم وأنا متخوف منهم قد يخبرون إسرائيل بموعد إقلاع الطائرة التي ستعود بنا إلي القاهرة مثلما أخبروها بخط سير طائرة عبدالحكيم عامر التي تم تفجيرها في الجو بصاروخ إسرائيلي بعد وشاية سورية وتدخلت الأقدار لإنقاذ عبدالحكيم الذي لم يكن موجودا بالطائرة وكانت الطائرة التي توجهت بنا إلي سوريا قد سلكت مسارا غريباً حيث انطلقت من القاهرة إلي أسوان ومنها للسعودية ثم اتجهت شمالاً إلي تبوك ثم عمان ومنها إلي دمشق واستغرقت 8 ساعات كاملة دون توقف ولما حكي لي السادات قصة الوشاية أدركت أن مسار الرحلة الغريب كان للمناورة والتمويه.
وهذا ما قاله الملك فيصل رحمه الله لحافظ الاسد في اجتماع قمة عربية رباعية ضمت مصر وسوريا والجزائر والسعوديه في الجزائر بتاريخ 13 فبراير عام 1974 يرويها وزير خاجية مصر في وقتها اسماعيل فهمي في كتابه ( التفاوض من اجل السلام في الشرق الاوسط) يقول في كتابه ص 134 وكانت بعض هذه اﻹجتماعات غير الرسمية ذات طبيعة ودية مثل هذا اﻹجتماع الذي عقد بين السادات و اﻷسد ولم تجر في هذا اﻹجتماع أية مناقشات حامية كما أن اﻷسد كان متجاوباً كثير اﻹبتسام وكانت إجتماعات أخرى يشوبها التوتر و في إحدى المرات إستفز الملك فيصل اﻷسد صراحة حيث سأله بصوت عال تماماً عما إذا كان السوريون قد قبلوا وقف إطلاق النار على مرتفعات الجولان في عام ١٩٦٧ في وقت سابق ﻷوانه حيث تركوا القنيطرة تسقط في أيدي اﻹسرائيليين دون إطلاق طلقة واحدة. و قال أيضاً إن القائد السوري في القنيطرة تلقى ما يوازي ٣٠٠ مليون دولار أمريكي من إسرائيل مقابل مساعدته هذه وكان القائد هو اﻷسد نفسه و لم يستطع اﻷسد لحسن الحظ أن يسمع الملك فيصل بوضوح ﻷن الرئيس السادات قام بدوره بالتحدث بصوت أعلى من صوت فيصل محاولا أن يقنعه بأن الوقت غير مناسب لمناقشة هذه الإشاعة المحرجة جداً وكف الملك فيصل عن حديثه ومنذ ذلك الوقت سارت اﻷمور بسلاسة ..
وهذه شهادة ضابط سوري على ما جرى وهوضابط المخابرات السورية في الجولان أثناء ١٩٦٧ الرائد خليل مصطفى الذي ألف كتابه (سقوط الجولان) وسجن بسبب ذلك الكتاب في ١٩٧٥ لمدة ثلاثين عاماً ولم يفرج عنه إلا عام ٢٠٠٥.
فقد كشف خليل مصطفى حقيقة تسليم حافظ أسد الجولان لإسرائيل ويعلن هو و قطاعاته العسكرية إنسحابة من أرض المعركة معلناً سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلاً لإبعاد الجيش من أرض المعركة خوفاً من سقوط النظام فيسقط الجولان بأكمله.
وفي التاسعة والنصف من صباح يوم السبت (10/6/1967م) أذيع نبأ سقوط القنيطرة وهي عاصمة الجولان يقول خليل مصطفى ص ( 155)
البلاغ رقم ٦٦ عن سقوط القنيطرة.
بلاغ صادر من راديو دمشق صباح يوم السبت يقول البلاغ بالرغم من تأكيد إسرائيل لمجلس الأمن الدولي أنها أوقفت القتال فإنها لم تنفذ ما تعهدت بـه وبدأت قوات العدو صباح اليوم الضرب بكثافة من الجو والمدفعية والدبابات وإن القوات الإسرائيلية استولت على مدينة القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة وكان العدو يغطي سماء المعركة بإمكانات لاتملكها غير دولة كبرى واستولى على مدينة القنيطرة على الرغم من صمود جنودنا البواسل ولايزال الجيش يخوض معركة قاسية للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن كما أن وحدات لم تشترك في القتال بعد قد أخذت مراكزها وفي الساعة ( 05ر12 ) صدر بلاغ عسكري يقول إن قتالاً عنيفاً لايزال يدور داخل مدينة القنيطرة وعلى مشارفها ومازالت القوات السورية تقاتل داخل المدينة تساندها قوات الجيش الشعبي بكل ضراوة وصمود.
أذيع نبأ سقوط القنيطرة في اليوم العاشر من حزيران وكان عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة يومئذ في جولة ميدانية جنوب القنيطرة يقول سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع من الراديو وعرفت أنه غير صحيح لأننا جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو فاتصلت هاتفياً بحافظ الأسد وزير الدفاع وقلت لـه المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة نحن جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو فشتمني بأفظع الألفاظ ومما قالـه لي لاتتدخل في عمل غيرك يا( ..) فعرفت أن في الأمر شيئاً !؟
ويقول خليل مصطفى ( ص 188)إن الذي ثبت لدينا حتى الآن أن القوات الإسرائيلية لم تطأ أرض القنيطرة رغم كل تلك المخازي والجرائم التي شرحناها إلا بعد إعلان سقوطها بما لايقل عن سبع عشرة ساعة .
سوريا تناديك ياجولان ...
عدل سابقا من قبل Admin في الخميس 19 مايو 2011 - 3:15 عدل 1 مرات